إنَّ نفسي قد بدأت تميل إلى أدب الفراق والاشتياق، وكل ما يتصل بالدموع والبكاء، أعاذنا اللهُ من ذلك.
من هذه الأبيات:
"لم يبقَ شيءٌ من الذكرى نُخبِّئه
إلا الحنين ودمع في مآقينا
كنّا بوصلٍ فأمسى الوصل أمنيةً
متى سنبلغ يا قلبي أمانينا !؟"
أشتاقُه كاشتياق العين نومتها"
بعد الهُجود، وجدب الأرض للمطر"
أَشكُو إلى الّلهِ دَمعاً حائراً أبداً"
لا يَسْتَقرّ فيجري أَو فيَنْحدِرُ"
"جئنا إلى الصبرِ ندعوه كعادتِنا
في النائباتِ، فلم يأخُذ بأيدينا!"
"أعاتبُ دهراً لا يلين لعاتبِ
وأطلبُ أمناً من صُروفِ النَّوائبِ
وتُوعدني الأيامُ وعداً تغرُّني
وأعلمُ حقاً أنه وعدُ كاذبِ".
"فيا بردَ اللقاء على فؤادي
أجِرني اليوم من حرّ الفراقِ"
"والله لا نظرتْ عيني إذا نظرتْ
إلا تحدَّر منها دمعُها دُررا
ولا تنفَّستُ إلا ذاكراً لكمُ
ولا تبسَّمتُ إلا كاظماً عِبرا".
"كاد يَبكي أو بَكَى جَزَعا
من حماماتٍ بَكَينَ معا
ذكَّرتْهُ عِيشةً سلَفَتْ
قطَّعتْ أنفاسه قِطعا".
"نحن غادون من غد لافتراقٍ
وأُراني أموتُ قبل يكونُ
فلئن مُتُّ فاسترحتُ من البَيْـ
ـن لقد أحسنتْ إليّ المَنونُ".
"إذا سمعتْ ذكر الفراق تقطَّعتْ
علائقُها مما تخاف وتحذَرُ
خذي بيدي ثم انهضي بي تبَيَّني
بيَ الضُّرَّ إلا أنني أتستَّرُ".
"فما ذقتُ طعمَ النوم منذُ هجَرتُكمْ
ولا ساغ لي بينَ الجوانحِ ريقُ"
"ولو شئت أن أبكي دماً لبيكتُه
عليه، ولكن ساحةُ الصبر أوسعُ"
"تبيَّنْ فإن كان البُكا ردَّ هالكاً
على أحد فاجهدْ بكاء على عمرو"
"تصبَّرتُ مغلوباً وإني لموجَعٌ
كما صبَرَ العطشانُ في البلد القفْرِ"
"ولكنني لما وجدتك راحلًا
بكيتُ دمًا حتى بللتُ بهِ الثرى"
أريقي من دموعِك واستفيقي"
وصبراً إن أطقتِ، ولن تطيقي!"
بيد الذي شغف الفؤاد بكم"
تفريج ما ألقى من الهم"
.
وإن الظروف الصعبة القاهرة تكون زادا للإنسان، وكأنها شيءٌ سحريّ تجعل من إهاب المرء الغض الطري إهابا خشنًا لا يلين بسهولة.
.
اليوم هو الخامس عشر من شهر ذي القعدة عام ١٤٣٥ من الهجرة، وفي هذا اليوم تمضي سنةٌ على وفاة جدي الحبيب رحمه الله!